أحلى, الرطيآن, ذاكرة, ذاكرتنا
ذاكرتنا لا ذاكرة ! ..
ذاكرتنا لا ذاكرة ! ..
ذاكرتنا لا ذاكرة ! .. لـ محمد الرطيآن
(1)
قلت له :
مات منذ عام ، ولم أقم بشطب رقم هاتفه من القائمة ! .. كلما قلّبت قائمة الأسماء في الهاتف ومررت على اسمه ،
أتوقف قليلاً وأتهجّى الحروف كأنني أستعيد ملامحه وابتسامته الطيبة .. لم - ولن - أقوم بشطب أسماء الذين أحبهم حتى وإن غابوا !
أخذني الحنين إليه ، وأضفت : هل تصدق ؟ أحياناً أفكّر بضغط الرقم والاتصال عليه !!
قال لي :
لا ألومك .. صديقي مات منذ عامين ، وكل عيد أرسل له ضمن القائمة رسالة التهنئة !.. أخجل أن أتجاوزه .
قلت :
هناك من سيسخر منك ومني لفعلنا هذا !.. لماذا نحن شعب بلا ذاكرة ، ولا نحتفي بالذكريات ؟
عندما يغيب الذين نحبهم نلغي أسماءهم من كل شئ ، وننزع الصور .. هذا إذا لم نمزقها ، ونقوم بشطب أرقامهم .
نخجل من الاحتفال بتواريخنا الشخصية المهمة .
ننسى تاريخ زواجنا ، ولا نحفظ تواريخ مواليد أطفالنا .. وإن تذكرنا لا نحتفل ولو بتقديم وردة .
(2)
يبدو أن الأمر يتجاوزنا كأفراد :
حتى المؤسسات نفسها لا تهتم بذكرياتها ، والآثار التي تحملها ، ولا تحتفي بأيامها كما يجب ..
كل فترة يتعرض إرث وأثر للهدم ، وآثار أخرى تتعرض للإهمال اليومي ..
لدينا مشكلة مع كل أثر ، وكأن الحفاظ عليه يحتاج إلى إجماع فقهي !
هناك أمم تحاول أن تصنع التاريخ .. وأحياناً تسرقه ..
وهناك أمم لديها تاريخ : تسوّره ، وتهمله !
(3)
ذاكرتنا مثقوبة !
ومن لا (يتذكر) الماضي بشكل جيّد .. لن (يتخيّل) المستقبل كما يجب .
ذاكرتنا أصابها " زهايمر " الإهمال والتخلف..!
راق لي ..